يحتاج الطفل إلى إشباع حاجات أساسية جسدية، نفسية، عقلية...الخ وهذا ناتج طبيعي لنموه وضرورة أساسية في حياته حتى يتحقق له نما خاليا من الأمراض والمشكلات والانتكاسات.
فالمرحلة العمرية من(6-12)سنة تكون أنشطة الطفل فيها أكثر منطقية وتنظيما ومرونة من ذي قبل ،ولكونه قد تهيأ للدراسة في المرحلة الابتدائية فان الانتباه لديه يكون أكثر انضباطا وذاكرته أكثر تركيزا.
هذه المرحلة يكون الطفل فيها قد تأثر بالمغريات لاسيما الجديد منها كما هو الحال بالنسبة
للهاتف الجوال
فبغض النضر عن العروض الدعائية التي تذكر هنا او هناك فان ميادين استخدام الأطفال فيها للهاتف النقال لا يخرج عن أربعة :
*المحادثة-تقنية البلوتوث وما يتبعها من صور فوتوغرافية أو مقاطع فيديو
*الرسائل – الألعاب.
التواصل بين الطفل ووالديه كان هو السبب الرئيس لتامين الهاتف الجوال للطفل غير أن الانشغال بما فيه من مقاطع و العاب و التعرف على زملاء الدراسة أو الأصحاب المجاورين و فتح قنوات الاتصال معهم و تبادل الرسائل و الصور و المقاطع المرئية و التنافس في الألعاب قد دحرج قنوات الاتصال مع الوالدين إلى رتبة متأخرة مما نتج عن هذا سلبيات لا حصر لها ولا عد منها :
*هدر الوقت وضياعه فيما لا فائدة منه فقد احتوت الأجهزة الحديثة عن العاب مشوقة لا يكاد الطفل يفارقها إلا عند النوم ناهيك عن أنها في غياب أعين الرقيب قد تتضمن شيئا من المخالفات العقدية أو تمجيد العنف و الاعتداء على الآخرين و اعتبار القوة البدنية هي العامل الأقوى في حسم المواقف أو إثارة الفزع والرعب أو تزيين العري و الاختلاط أو العيب على الآخرين و السخرية بهم و إلى ذلك.
*تراجع التحصيل العلمي نظرا لانشغال ذهن الأطفال بالهاتف الجوال عن وظائفه اليومية الدراسية و خصوصا أن الأسرة –في الغالب – ليس لديها تقنين لمواعد استخدامه انه على تواصل به في المنزل وفي الطريق و المدرسة و الستارة و حين انتظر وجبة غداء أو عشاء بل و حتى تحت غطاء سرير النوم.
* إيذاء الآخرين و الاتصال في أوقات غير مناسبة.
*التعرف على أصحاب السوء.
* المضار الصحية و الاجتماعية, و هذه قد كثرت الأقوال حولها العقيدة.
تقول وزيرة الصحة العامة البريطانية
نقدر إن بعض الإباء يشعرون بأهمية تزويد أطفالهم بهواتف محمولة لأسباب تتعلق بسلامتهم غير أننا ينبغي أن نكون واضحين في أن يكونوا حذرين للغاية من مغبة الإكثار من استخدامها ).
ويبقى السؤال هل لوجود الهاتف الجوال في أيدي الطفل ثمار ايجابية؟
الجواب لاشك أن هناك شيء من الايجابيات لكنها تختص بحالات دون أخرى فهي بحسب حاجة الطفل هذا أو ذاك للجهاز و بحسب متابعة الأسرة لما يحتويه و مقدار و زمن استخدامه و وبقائه بين يدي الطفل ولذا فان كانت بعض الأسر لا محالة فاعلة ذلك فإننا نقترح عليها التالي :
اقتناء جهاز لا يحتوي على تقنية البلوتوث ولا الكاميرا و الأستوديو وان تكون قدرته التخزينية محدودة .
يقول أساتذة علم النفس:
(إن الاستجابة الدائمة لرغبات الصغير ,وخصوصا لناحية اقتناء الهاتف النقال تؤثر على تكوين شخصية فتجعله أنانيا ,كما إن رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية اذ لا يقف الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها ,علما انه من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وتنمية مواهبه).