تحولت منطقة تكجدة هذه الأيام بعد تحسن الأحوال الجوية إلى قبلة لآلاف المواطنين الباحثين عن الاستجمام والراحة بعد ما اكتست مرتفعات تكجدة حلة بيضاء زادتها جمالا على جمالها الطبيعي الأخاذ، حيث تشهد الطريق المؤدية إليها تدفقا هائلا للمركبات القادمة من كل جهات الوطن وهذا ما أكدته لوحات ترقيمها. ..
الشروق كانت لها جولة نهاية الأسبوع الفارط بالمنطقة، أين قامت بمهمة استطلاعية بالجهة بغية نقل الأجواء السائدة هناك فكان الانطلاق من وسط مدينة البويرة باتجاه مدينة حيزر التي تعد معبرا للوصول إلى أعالي جرجرة، هذه المدينة المضيافة كانت تعج بحركة المواطنين والسيارات، أين ارتأينا تناول شراب ساخن بها لنواصل بعد ذلك سيرنا نحو مبتغانا، أين بدأنا نشعر بالارتقاء نحو الأعلى لينصحني مرافقي بتوخي الحذر نظرا للكم الهائل من المركبات التي كانت تجوب الطريق ذهابا وإيابا بالإضافة إلى كميات الثلوج والصقيع التي كانت بجانبي الطريق، وفي الحقيقة فإن الولوج إلى منطقة تكجدة كان صعبا جدا وحركة المرور كانت جد بطيئة ولم تكن انسيابية وكانت ستتوقف تماما لولا توجيهات رجال الحرس البلدي الذين قاموا بدور كبير في تسريح حركة المرور مما سمح لنا بالوصول إلى منطقة الفنادق في ظرف قياسي، أين كان مشهد المئات من السيارات والحافلات القادمة من كل جهات الوطن والحشود الهائلة من الموطنين من مختلف الأجناس والأعمار والعائلات وخاصة الأطفال وهم يمرحون وسط بياض ناصع، مشكلين بذلك لوحات فنية رائعة قلما نجدها في مكان آخر، خاصة وان الأغاني الرياضية كانت حاضرة بقوة مما دفع بالعشرات من الشباب إلى الرقص بشكل جماعي احتفالا بإنجازات الخضر وهم يهتفون جماعيا وبأعلى صوت "وا ن... تو... ثري.. فيفا لالجيري".
وقد أجمع كل من تحدثنا إليهم على أنهم فعلا يشعرون بسعادة كاملة بتواجدهم وسط تلك المناظر الخلابة مما يخلق في النفس شاعرية نادرة وطمأنينة وسكينة كبيرتين، أول تواصل لنا كان مع احدى العائلات التي كانت بصدد تحضير لوازم شواء شرائح اللحم وبعد أن قدمنا أنفسنا دعانا رب العائلة وهو في الخمسينيات من العمر إلى مشاركتهم الفرحة والوجبة معا مما أظهر طيبة وكرم الجزائري، شاكرا من خلالنا جريدة الشروق على مجهودها في دحر أكاذيب الإعلام المصري، مؤكدا بأنها شاركت فعلا في بعث أفراح الجزائر، فاغتنمنا الفرصة لمعرفة رأيهم حول المنطقة، خاصة وأنهم كانوا قادمين من وسط الجزائر العاصمة ليؤكدوا بأن أقدامهم قد وطئتها لأول مرة ولن تكون الأخيرة، قائلين بأنهم اكتشفوا جمالها، متأسفين على تأخرهم في ذلك، إلا أنهم أجمعوا على أن الزيارة سمحت باكتشاف القدرات السياحية للمنطقة، شكرنا محدثينا على حسن الضيافة وتوجهنا مباشرة إلى مكان تواجد الفنادق، أين صعب علينا الولوج إليها بسبب حركة المرور الكثيفة وحاولنا أن نقوم بجولة إلى منطقة "اسول" المعروفة بالرياضات الشتوية، إلا أننا لم نتمكن من ذلك، لأننا لم نكن نملك الوسائل الضرورية لذلك، ولن نخفي عليكم رجاء كل من صادفناهم وعلموا بهويتنا بتبليغ رسالة إلى القائمين على هذا البلد من اجل الاهتمام أكثر بالمنطقة،